تتناول هذه الدراسة الحوار الذي استخدمه القرآن الكريم أداة لمحاورة ومناقشة عقول البشرية فيما يدعوها فيه، حينما توالى إرسال الرسل للبشرية، لتوالي ظهور صور الفساد في العقائد الباطلة التي جاء موقف القران الكريم منها موقفاً اصلاحياً، عن طريق إرسال الرسل لمحاربتها، فاستخدم الأدلة، والبراهين، والحجج عبر حوار الرسل مع أقوامهم لبيان ما يدعو اليه الرسول، وليس ذلك للغلبة بل؛ لبيان الحق والدعوة اليه وإقناع الأخر، مستخدما في ذلك فقه الجدل، والحجاج في الحوار وكلها مفاهيم تنصب في مفهوم الطريقة التي استخدمها الحوار القرآني لإقناع الطرف الأخر. والحوار في القرآن لا يستخدم أساليب الإثارة والتشويق كمسوغ فني لإقامة الحوار؛ بل يستند على علم فيما يدعو إليه، وعلى أدلة وبراهين تبين صدق ما يدعو إليه، ورغم ذلك جاء النص الحواري مشتملا على أساليب فنية للنص الحواري أدارها النص بحسب ما يقتضيه الحال، كما جاء النص مشتملا على مقومات تصوير فنية جمالية يشهد بها المقام الحواري، فتعددت طرائقه الفنية التي تقوم بها هذه الدراسة.