حقيقة التصوف الإسلامي، وما له، وما عليه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

التصوف علم يقصد به إصلاح القلوب، وصلاح الأعمال، ويطلق عليه أسماء متعددة منها علم التصوف، أو الجانب الروحي، أو الأخلاقي، أو غير ذلك، وهو علم قائم على تزكية الأنفس، والرقي بها؛ بغية الوصول إلى أشرف المقامات، وهو مقام الحب الإلهي، والتعرف على حقيقة الذات الإلهية المقدسة ذات النعم والعطايا، المستفيضة على العباد بالهداية التي تحقق لجموع الخلق وافر السعادة، قال تعالى: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَة فَمِنَ ٱللَّهِ﴾([i])، لحق به كسائر العلوم كثير من الدخلاء والأدعياء، فوضعوا فيه ما ليس منه، وأظهروه للناس بغير مظهره الحقيقي، حتى صار بعض الناس يفتئت عليه ويجرمه، وصار بعضهم يغار عليه ويسانده، ولأنَّ الأمَّة في حاجة إلى تغذية الروح بطريقة علمية تجنبها كثيرا من الخرافات والأوهام فقد قام أهل العلم والتصوف المخلصون بهذا التوازن؛ إذ لم يقف تصوفهم عند حد التأييد والحب والانتماء فقط، وإنَّما امتد إلى نشر الصوفية الحقة، مقتدين بمن سبقهم من الثقات.
 
[i]ــــ (سورة النحل: جزء من الآية 53).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية