الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، وإمام المتقين ، سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين. أما بعد: الأُضحِية: هي ما يُذبَح من بهيمة الأنعام (الإبل، والبقر، والغنم)، أيَّام عيد الأضحى في الأمصار؛ تقرُّبًا إلى الله تعالى. وقد أجمع أهل العلم على مشروعية الأضحية، وفيها إحياء لسنة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين أمره الله عز اسمه بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصلاة والسلام في يوم النحر. إن الأضحية تعتبر وسيلة للتوسعة على الأهل، وإكرام الجار والضيف، والتصدق على الفقير، وهذه من مظاهر الفرح والسرور بنعمة الله على الإنسان. والأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ضحى النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه وعن من لم يضح من أمته، عن جابر - رضي الله عنهم - قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عيد الأضحى فلما انصرف أتي بكبش فذبحه و قال: "بسم الله ولله أكبر اللهم هذا عني وعمن لم يضح من أمتي". والتقرب إلى الله بذبح الأضحية أفضل من الصدقة بقيمتها، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ضحى وكذلك الخلفاء من بعده، ولو علموا أن الصدقة أفضل لعدلوا إليها، وروت عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسا"، ولأن إيثار الصدقة على الأضحية يفضي إلى ترك السنة.